يعود مجدداً المطار الوحيد في لبنان إلى دائرة الضوء، عبر التحذيرات، والشكوك، والشكاوى دولية، بسبب وضعه الامني، خصوصا ان هذا الأمر معلوم على الصعيد اللبناني منذ زمن، لكنه متجاهل من قبل المعنيين.
وصلت الأزمة اليوم إلى مكان متقدم، خصوصاً بعد ورود رسائل استفسارية وتحذيرية أوروبية، وتحديداً من قبل شكرات فرنسية وبريطانية، تفيد بافتقاد مطار رفيق الحريري الدولي إلى بعض المواصفات الدولية الأمنية والتقنية، وبلغت حدّ التلويح بمقاطعة الهبوط في المطار ما لم تتم معالجة الثغرات فيه.
ويقول سياسي في فريق قوى "14 آذار" لـ"المدن" إن وضع المطار يمثل فضيحة، على مختلف المستويات، إن على صعيد الفساد وتهريب المواد، او على المستوى الأخطر وهو الأمن، إذ أن الإجراءات الأمنية المتخذة لا تكفي لحماية المسافرين، بالإضافة إلى الإستباحة الأمنية التي يمثلها "حزب الله" للمطار. وتشير الى انه ليس هناك ما يطمئن الشركات الدولية، في وقت يستبيح حزب الله المطار، ويستخدمه لتهريب البضائع والأموال وحتى الأسلحة، من دون أي مساءلة أو مراقبة من قبل أحد.
وفيما تؤكد مصادر هيئة إدارة الطيران المدني لـ"المدن" أنها لم تتبلغ أي رسالة رسمية بهذا الشأن، مرجّحة أن تكون هذه الرسائل وصلت إلى بعض السياسيين، تكشف المصادر أنه منذ فترة، حضرت إحدى الشركات الفرنسية المختصة بشأن الطيران المدني، وأعدت تقريراً عن وضع المطار، لافتة إلى أن التقرير يلحظ بعض الملاحظات والنواقص، لكن هذا لا يعني المبالغة بالأمر بالشكل الذي حصل فيه، لافتة الى أن وضع المطار الأمني أفضل بكثير من ذي قبل.
وتؤكد المصادر أن تحذيرات وصلت إلى المعنيين في الدولة اللبنانية منذ فترة ليست بقصيرة، فيما لبنان عاجز عن اتخاذ أي خطوات عملانية لتبديد كل هذه المخاوف، وتلفت إلى أن التحذيرات تتعلق بامور عديدة، منها ما هو لوجستي، وآخر هو أمني، إذ بالإضافة إلى الإتهامات الموجهة إلى "حزب الله" بنقل الأسلحة إلى لبنان عبر المطار أو منه إلى الخارج، فهناك إتهامات توجّه للحزب بإجراء مسح دقيق لحركة الملاحية على مختلف الأصعدة، مع وجود عناصر له معنية بمراقبة حركة الدخول والخروج وكل الشخصيات، لا سيما الأجنبية التي تزور لبنان.
وتؤكد المصادر، ان عملية إكتشاف هذا الأمر ليس عملية صعبة بالنسبة إلى الأجهزة الأمنية المحلية والدولية، ولذلك فإن التراكمات في هذا المجال هي التي دفعت بالدول إلى تحذير لبنان على هذا الصعيد، خصوصاً أن كل منطقة المطار تقع تحت سيطرة "حزب الله"، وهذه الهواجس الأمنية الموجودة عند الأوروبيين ليست وليدة الصدفة.
في المقابل، تنقل مصادر متابعة لـ"المدن" عن وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، أنه أوصل رسائل إلى جميع المحذرين والسائلين والمتخوفين، بأن لبنان سيقوم بمختلف الإجراءات التي تؤدي إلى حماية رواد المطار، وتحسين كل الأوضاع، ويعني موقف زعيتر هذا أن الأمور وصلت إلى مرحلة خطيرة جداً وربما إلى إجراءات جدية قد تتخذ من قبل الدول المحذرة. وتقول مصادر زعيتر لـ"المدن" إنه بصدد تقديم وثائق بالأرقام وبعيداً عن كل هذه التهويلات، ومن شأن ذلك أن يوضح للرأي العام وللجميع أن الأمر ليس بهذه الخطورة.
في موازاة ذلك، لا تسقط المصادر فرضية تهديد المطار وأمنه وسلامة روّاده من قبل تنظيم "داعش"، وهنا تنقسم الآراء أيضاً، إذ أن الفريق الذي يتهم "حزب الله" باستباحة المطار، يعتبر أن الحزب يدّعي أن وجوده هو لحماية المطار من قبل "داعش"، ويعتبر أن التنظيم قد يجد باستباحة الحزب للمطار ذريعة لاستهدافه واستهداف لبنان برمّته، فيما يعتبر الفريق المقابل أن التهديد قائم دوماً وبالتالي لا بد من اتخاذ إجراءات الحماية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها